ما حكم الأكل والشرب واقفًا؟
قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله: فالأفضل في الأكل والشرب أن يكون الإنسان قاعدًا، لأن هذا هو هدي النبي صلى الله عليه وسلم ولا يأكل وهو قائم ولا يشرب وهو قائم، أما الشرب وهو قائم فإنه صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه نهى عن ذلك، وسئل أنس بن مالك عن الأكل قال: (ذاك أشر وأخبث) يعني: معناه أنه إذا نهى عن الشرب قائما فالأكل قائما من باب أولى، لكن في حديث ابن عمر الذي أخرجه الترمذي وصححه قال: (كنا في عهد النبي صلى الله عليه وسلم نأكل ونحن نمشي ونشرب ونحن قيام) فهذا يدل على أن النهي ليس للتحريم ولكنه لترك الأولى،
بمعنى أن الأحسن والأكمل أن يشرب الإنسان وهو قاعد وأن يأكل وهو قاعد ولكن لا بأس أن يشرب وهو قائم وأن يأكل وهو قائم والدليل على ذلك حديث عبد الله بن عباس رضى الله عنهما قال: (سقيت النبي صلى الله عليه وعلى آله من زمزم فشرب وهو قائم)..
فالحاصل أن الأكمل والأفضل أن يشرب الإنسان وهو قاعد، ويجوز الشرب قائما وقد شرب علي بن أبي طالب رضى الله عنه قائما وقال: إن النبي صلى الله عليه وسلم فعل كما رأيتموني فعلت، فدل ذلك على أن الشرب قائما لا بأس به، لكن الأفضل أن يشرب قاعدا،
بقي أن يقال إذا كانت البرادة في المسجد ودخل الإنسان المسجد فهل يجلس ويشرب أو يشرب قائما؟ لأنه إن جلس خالف قول النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل أحدكم المسجد فلا يجلس حتى يصلي ركعتين، وإن شرب قائما ترك الأفضل، فنقول الأفضل أن يشرب قائما لأن الجلوس قبل صلاة الركعتين حرام عند بعض العلماء بخلاف الشرب قائما فهو أهون وعلى هذا فيشرب قائما ثم يذهب ويصلي تحية المسجد..
(شرح رياض الصالحين 4-255/248)