مسحللبحث عن حديث أو فتوى أكتب كلمة بسيطة

شرح حديث: (إن ساقي القوم آخرهم شربا)

قال النبي صلى الله عليه وسلم :
( إِنَّ سَاقِيَ الْقَوْمِ آخِرُهُمْ شُرْبًا )
(صحيح مسلم 681)
قال ابن عثيمين رحمه الله: يعني الذي يسقي القوم ماء أو لبنًا أو قهوة أو شايًا ينبغي أن يكون هو آخرهم شربًا من أجل أن يكون مؤثرًا على نفسه ، ومن أجل أن يكون النقص إن كان على نفس الساقي، وهذا لاشك أنه أحسن امتثالا لأمر النبي صلى الله عليه وسلم وأخذا بأدب النبي صلى الله عليه وسلم ، لكنه إذا كان لا يشتهي أن يشرب فليس بلازم أن يشرب بعدهم إن شاء شرب وإن شاء لا يشرب، المهم أن يكون هو الأخير إذا أن يشرب لما في ذلك من الإيثار وامتثال أمر النبي صلى الله عليه وسلم ، وفي هذا إشارة إلى أنه ينبغي للإنسان أن يخدم إخوانه بسقيهم،
وإذا كان صاحب البيت فليقدم إليهم الشراب أو الأكل كما فعل إبراهيم عليه الصلاة والسلام (فراغ إلى أهله فجاء بعجلٍ سمين فقرَّبَه إليهم قال ألا تأكلون) ، فصاحب البيت يقرب الأكل ويناول الشراب ويكون هو آخر القوم ثم هل الأفضل أن ينصرف ولا يشاركهم في الطعام سواء كان غداء أو عشاء أو فطور أو الأفضل أن ينصرف ولا يشاركهم؟
هذا يرجع إلى عادة الناس فإذا كانت مشاركته أطيب لقلوب الضيوف وأكثر إنياسا فليأكل معهم وإذا كان الأمر بالعكس وجرت العادة أنه لا يأكل الإنسان مع ضيوفه فلا يأكل وإن فهذا أمر يرجع إلى العرف إن كان العرف أن من إكرام الضيف ألا تأكل معه وأن تجعله حرا يأكل ما شاء فلا تأكل وإن كان الأمر بالعكس فكل ولقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه)، ولم يبين نوع الإكرام فيرجع في ذلك إلى ما جرى به عرف الناس، والله الموفق .
الشيخ ابن عثيمين رحمه الله شرح رياض الصالحين (4-258/257/256).