مسحللبحث عن حديث أو فتوى أكتب كلمة بسيطة

حكم قول البعض: (أنا أعمل لأجل تأمين مستقبلي ومستقبل أولادي)

السؤال: هل يعتبر قول المرأة العاملة أو اعتقادها: (أنها تعمل من أجل أن تؤمن مستقبلها ومستقبل أبنائها فيما لو طلقت أو توفي زوجها، فهي لا تدري ما تأتي به الأيام من أمور) هل يعتبر هذا من القدح في عقيدة القضاء والقدر لدى المسلم؟

الجواب: المسلم يؤمن بقضاء الله وقدره، وأن الله كتب رزقه عند نفخ الروح فيه وهو في بطن أمه، وأن رزقه آتيه لا محالة؛ لما ثبت عن عبد الله بن مسعود قال: حدثنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه». إلى قوله: «ثم يبعث الله ملكاً بأربع كلمات، فيكتب عمله وأجله ورزقه وشقي أو سعيد» الحديث. ولما رواه جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «أيها الناس اتقوا الله وأجملوا في الطلب، فإن نفسا لن تموت حتى تستوفي رزقها، وإن أبطأ عنها، فاتقوا الله وأجملوا في الطلب، خذوا ما حل ودعوا ما حرم» رواه ابن ماجه في (سننه ج 2 ص 725)، ورواه ابن حبان في صحيحه.
واعتقاد ذلك والإيمان به لا ينافي أن يسعى الإنسان في طلب الرزق وبذل الأسباب المشروعة في ذلك، مع عدم الاعتماد عليها والاعتقاد بأن الرازق والنافع والضار هو الله وحده سبحانه.
وما يجري على ألسن بعض الناس من قوله: (أؤمن مستقبلي أو مستقبل أولادي)، فهذه الألفاظ التي يستعملها من يغلو في الاعتماد على النفس والمناصب والماديات وحدها.
فينبغي للمسلم أن يبتعد عن مثل هذه الألفاظ التي تقدح في كمال توكله على الله، وفي كمال رجائه لله وخوفه منه، وأن يلجأ إلى الله سبحانه ويتضرع بين يديه في الشدة والرخاء، مع الأخذ بالأسباب المشروعة، كما أمر الله ورسولهصلى الله عليه وسلم.
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء ج2 (2-507/506/505)