السؤال: في صلاة الجمعة بعد الأذان يضعون شريط كاست في مسجل ليقرأ القرآن وبصوت عالي بحيث يسمع جميع أهل الحي وينصت الناس الذين في المسجد إلى هذا القرآن إلى أن يحين موعد الأذان الثاني مع العلم ألا أحد يقرأ القرآن بنفسه، هل هذا العمل جائز أو لا؟
الجواب: إذا كان أهل المسجد متفقين على ذلك فلا بأس، إذا اتفقوا على أن يقرأ واحد منهم ويستمعون له أو من شريط ويستمعون له؛ لأن أكثرهم عوام ويرغبون أن يسمعوا هذا القارئ فهذا كله لا بأس به، كما لو جعلوا أحدهم يقرأ وهم يستمعون.
أما أن يفعل ذلك من غير اختيار أهل المسجد فلا؛ لأن فيهم من يريد الصلاة حتى يخرج الإمام، وفيهم من يحب أن يقرأ بنفسه، فلا أرى أن هذا مناسب إلا باختيارهم ومشاورتهم، وإذا كانوا محصورين وجماعة قليلة ووافقوا على هذا فلا بأس أن يقرأ واحد وهم يستمعون، أو من شريط بصوت حسن القراءة فلا بأس بذلك إن كان الجماعة معدودين وراضين بهذا الشيء موافقين عليه، وإلا فالذي ينبغي ترك الناس وعدم جعل شريط يسمعهم القراءة، ولا أن يجهر أحد على أحد، بل كل واحد يقرأ فيما بينه وبين نفسه بقراءة لا تشغل من حوله ولا تؤذي من حوله، ولا تشوش على من حوله، كل يقرأ لنفسه ما تيسر.
وكذلك من يصلي لا يتشوش بقراءة من حوله إذا كان يخفضها، فإن بعض الناس قد يصلي إلى دخول الإمام أو إلى قرب دخول الإمام، فوجود من يقرأ برفع الصوت يشوش على القارئين وعلى المصلين، والله المستعان.
فتاوى نور على الدرب للشيخ ابن باز رحمه الله (13-327/326)