مسحللبحث عن حديث أو فتوى أكتب كلمة بسيطة

شرح حديث: (لا ضرر ولا ضرار)

السؤال: ما هو شرح حديث: «لا ضرر ولا ضرار» ؟

الجواب: الضرر الاسم والضرار الفعل، فمعنى: "لا ضرر" أي لا يدخل على أحد ضرر لم يدخله على نفسه، ومعنى: "لا ضرار" أي: لا يضار أحد بأحد.
وهذا الحديث من قواعد الإسلام الكبرى، يندرج تحته عدد من المسائل الفقهية وقواعدها الفرعية.
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء ج2 (202/3)

السؤال: بارك الله فيكم أيضًا يسأل عن الحديث قول الرسول صلى الله عليه وسلم: «لا ضرر ولا ضرار»؟
الجواب: معنى لا ضرر، ولا ضرار، أنه لا يجوز إبقاء الضرر، وأن الضرر منتفٍ شرعًا فكل شيء فيه ضرر فإنه يجب إزالته؛ لأن الضرر مدفوع شرعاً وعقلاً، ولا يمكن للعاقل أن يقره، ولا للشريعة الإسلامية أن تقره، وأما الضرار فهو من المضارة؛ أي ولا يحل لأحد أن يضار أخاه، حتى وإن كان فيما لا ضرر فيه ما دام يقصد أن يضر أخاه، فمن ضار؛ ضار الله به، فهذا الحديث يدل على أن الضرر منفيٌ شرعاً سواءٌ حصل بقصد أو بغير قصد، فإن حصل بقصد فهو مضارة وإن حصل بغير قصد فهو ضرر،
فالإنسان أحياناً يفعل الشيء لا يريد الضرر، ولكنه يحصل به الضرر فإنه في هذه الحال يجب إزالته، وأحياناً يفعل ما فيه الضرر قاصداً ذلك، وحينئذٍ يكون مضارًا،
ولهذا أمثلة كثيرة لو أن رجلاً فتح نافذةً في داره بقصد الإضاءة؛ إضاءة المحل، وإدخال الهواء عليه، ثم تبين أن هذه النافذة تضر الجار بالاطلاع عليه، وعلى ما في بيته، فإنه يجب رفع هذا الضرر بأن تزال النافذة، أو ترفع حتى لا ينكشف الجار بها، وهذا ضرر وليس بمضارة؛ لأن الذي فتح النافذة لا يقصد ضرر جاره؛ ولكن حصل الضرر بغير قصد، ومع ذلك يجب إزالة هذا الضرر،
وأما المضارة فرجل صار يستعمل أشياء مزعجة في بيته بقصد الإضرار على الجيران ليس له في ذلك مصلحة، ولكنه يريد الإضرار على الجيران، فيجب على هذا الإنسان أن يدع ما فيه الضرر على جيرانه، ويكون آثماً بقصد الإضرار.

الشيخ ابن عثيمين رحمه الله
(فتاوى نور على الدرب 2/6)