مسحللبحث عن حديث أو فتوى أكتب كلمة بسيطة

حكم قول الخلف أحكم والسلف أعلم

السؤال: ذات مرة في درس من دروس الشريعة الإسلامية قال لنا الأستاذ: إن الخلف أحكم والسلف أعلم. هل هذا صحيح؟ وما معنى أعلم وأحكم؟

الجواب: هذه مقولة باطلة يقصد بها الإساءة إلى سلف هذه الأمة بنسبتهم إلى القصور في العلم والحكمة وتمجيد علماء الكلام، ونسبتهم إلى العلم والحكمة، وأول من أحدث هذه المقولة علماء الكلام، ولازمها أن أهل القرون المفضولة أعلم وأفضل من أهل القرون الفاضلة.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (ومن المعلوم بالضرورة لمن تدبر الكتاب والسنة وما اتفق عليه أهل السنة والجماعة من جميع الطوائف أن خير قرون هذه الأمة في الأعمال والأقوال والاعتقاد وغيرها من كل فضيلة أن خيرها القرن الأول، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، كما ثبت ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم من غير وجه، وأنهم أفضل من الخلف في كل فضيلة من علم وعمل وإيمان وعقل ودين وبيان وعبادة، وأنهم أولى بالبيان لكل مشكل، وهذا لا يدفعه إلا من كابر المعلوم بالضرورة من دين الإسلام وأضله الله على علم، كما قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: من كان منكم مستنا فليستن بمن قد مات، فإن الحي لا تؤمن عليه الفتنة، أولئك أصحاب محمد أبر هذه الأمة قلوبا وأعمقها علما وأقلها تكلفا، قوم اختارهم الله لصحبة نبيه وإقامة دينه، فاعرفوا لهم حقهم وتمسكوا بهديهم، فإنهم كانوا على الهدى المستقيم) . وقال غيره: (عليكم بآثار من سلف، فإنهم جاؤوا بما يكفي وما يشفي، ولم يحدث بعدهم خير كامن لم يعلموه) .
هذا وقد قال صلى الله عليه وسلم: «لا يأتي زمان إلا والذي بعده شر منه، حتى تلقوا ربكم ». فكيف يحدث لنا زمان فيه الخير في أعظم المعلومات وهو معرفة الله تعالى؟ هذا لا يكون أبدا.
وما أحسن ما قال الشافعي رحمه الله في رسالته: (هم فوقنا في كل علم وعقل ودين وفضل، وكل سبب ينال به علم أو يدرك به هدى، ورأيهم لنا خير من رأينا لأنفسنا) اهـ. (الفتاوى 4 \ 157، 158) .

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء 2 (2-32/31/30)