مسحللبحث عن حديث أو فتوى أكتب كلمة بسيطة

نسبة الظلم إلى الله تعالى مسبة وانتقاص

السؤال: ما قول سماحتكم في بعض الناس من يقول لابنته إذا مات زوجها ومعها أطفال، أو إذا حصل أمر مكروه لأي شخص بعبارات مثل أن يقول: (إن الله ظلمها) أو ظلمه، وهو يقولها بجهل منه. فهل هذا الكلام فيه شرك أو ماذا تقولون جزاكم الله خيرا؟

الجواب: نسبة الظلم إلى الله مسبة وانتقاص لله تعالى، فإن الله قد نفى الظلم عن نفسه في قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئًا وَلَكِنَّ النَّاسَ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ} (1) ، وفي الحديث القدسي يقول الله تعالى: «يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا (1) » ، وقضاء الله وقدره مبني على كمال حكمته وعدله ورحمته وعلمه، وابتلاء بعض عباده بفقد الأولاد أو نقص في الأموال أو مرض في الأبدان- إنما هو ابتلاء وامتحان منه سبحانه، ليتبين من كان صابرا راضيا بقضائه وقدره ممن كان جزوعا متسخطا، قال تعالى: {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ} (2) ، ثم وعد الصابرين بقوله: {وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ} (3) {الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ} (4) {أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ} (5) . فيجب على المسلم أن يكون معظما لله منزها له عن كل ما لا يليق به، موقنا بأنه حكيم عليم، يضع الأشياء في مواضعها {لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ} (6) ، ومن نسب الظلم إلى الله فيما يقضيه الله ويقدره على العبد واعتقد ذلك- فهو كافر كفرا ينقل عن الملة؛ لكونه مكذبا لله فيما أخبر به من نفي الظلم عن نفسه، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا. وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء ج2 (2-398/397)