السؤال: ما حكم من يكثر من ماء الوضوء فيجعله صاعا أو أكثر؛ لأنه إذا أراد أن يقلل من الماء لا يستطيع، ويعتقد أنه لا يكفي لطهارته؟ وما حكم رجل كلما توضأ يشعر أنه سوف يخرج منه شيء، ويمسك نفسه لكيلا يخرج منه شيء، ويشعر أحيانا أنه يخرج منه شيء، ولكن لا يسمع صوتا ولم يجد ريحا، فما نصيحتكم له؟ لأنه يجمع بين الأولى التي عن الوضوء، والثانية التي عن الشك في الطهارة.
الجواب: المستحب تقليل ماء الوضوء مع الإسباغ؛ اقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم، ولا يجوز الإسراف في الماء في الوضوء أو الاغتسال لنهي النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يتوضأ بالمد ويغتسل بالصاع، ونهى عن الإسراف في الماء، كما في حديث أنس قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوضأ بالمد ويغتسل بالصاع إلى خمسة أمداد» رواه مسلم. ولما روي عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال للمتوضئ: «لا تسرف لا تسرف» رواه ابن ماجه. مع عموم الأدلة في النهي عن الإسراف. وأما الشك في خروج الريح بعد الوضوء، فلا يؤثر ولا تبطل به الطهارة؛ لأن اليقين لا يزول بالشك، لقول النبي صلى الله عليه وسلم لمن سأله عن ذلك: «لا تنصرف حتى تسمع صوتا أو تجد ريحا» متفق عليه.
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء ج2 (4-73/72)